التصحر

 Desertification

 

عرف التصحر فى الثلاثينات من القرن الماضى عندما تحولت مناطق من سهول الولايات المتحدة إلى عاصفة ترابية و كان ذلك نتيجة للجفاف و سوء العمليات الزراعية ، ترتب على  ذلك تخلى الملايين عن أراضيهم و هجرتهم بعيدا عنها ، و بحسن إدارة الأرض و مياه الرى أمكن السيطرة على المشكلة فلم تعاود الحدوث . رغم ذلك  لم  يستخدم تعبير التصحر Desertification إلا فى حوالى سنة 1950  . أكثر تعريفا ت التصحر شيوعا هى أنه  "التأثيرات الطبيعية و الممارسات البشرية غير المرتدة فى التربة و الحياة النباتية فى نطاقات الأراضى الجافة ، نحو القحولة و نقص الإنتاجية الحيوية   وفى حالات قصوى يحدث تدهور كامل للطاقات الحيوية و يتحول الإقليم إلى صحراء ".  

 مما يؤسف له أن مساحات كبيرة  من الأرض سنويا تتحول إلى أرض بور غير منتجة وذلك بسبب الجفاف وسوء العمليات الزراعية التى يترتب عليها حدوث الإنجراف و النحر و الرعى الجائر و  قطع أشجار الغابات .و تكون النتيجة أن  البشرية تدفع ثمنا باهظا لهذا التصحر .

وقد عقد فى الأسبوع الماضى مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وقد عرض السيد كوفى أنان  تقرير الأمم المتحدة عن التصحر و الذى جاء فيه أن خطرا كبيرا و متزايدا يهدد إنتاج الغذاء فى العالم و ينبئ بكارثة اقتصادية و بشرية .الفقراء يزرعون أرضا متدهورة  ويسيؤون إدارتها  فيكون التصحر سببا للفقر و نتيجة له . لذا فإن مكافحة التصحر يجب أن تتكامل مع القضاء على الفقر و ذلك بتحقيق الأمن الغذائى العالمى . جاء فى التقرير أن التصحر يهدد حياة 2 , 1 بليون إنسان فى 110 دولة ، منهم 135 مليون مهددون بالتشرد . الأنشطة البشرية مثل الزراعة المكثفة والرعى الجائر و إزالة الغابات و سوء الرى كلها عوامل مؤدية إلى التصحر.

طبقا لتقرير الأمم المتحدة  هناك تقلص فى نصيب الفرد من الأراضى الصالحة للزراعة فى جميع أنحاء العالم ففى الإحصاء الذى أجرى فى عامى 1962 و 1963 كان نصيب الفرد   32 ,هكتار انخفض إلى21 , طبقا لإحصاء الذى أجرى فى خلال الفترة بين 1997   و 1999 و من المتوقع أن ينخفض إلى   16 ,فى سنة 2030 . من المتوقع أن تنقص المساحة المنزرعة فى العالم بمقدار  6  مليون هكتار سنويا بسبب انحطاط خصائصها و تدهور إنتاجيتها . فى العام الماضى على سبيل المثال فقدت ملايين الأطنان من الطبقة السطحية المنتجة للتربة فى استراليا حملتها العواصف خلال أقسى فترة جفاف تشهدها البلاد منذ أكثر من قرن من الزمان . أما فى المكسيك فإن 70 % من الأراضى الصالحة للزراعة مهدد بالتصحر لسبب واحد و هو هجرة 900 ألف مواطن سنويا بحثا عن فرصة عمل أفضل فى الولايات المتحدة . أكثر مناطق العالم تهديدا بالتصحر هى  منطقة تحت الصحارى الأفريقية و ذلك لتوقع هجرة 25 مليون إنسان خلال العشرون سنة المقبلة بسبب سوء الظروف البيئية . لمكافحة التصحر يلزم تضافر جهود الدول الموقعة على اتفاقية مكافحة التصحر بالتنمية المستدامة و وفاء الدول الغنية بالتزاماتها المالية للنهوض بمستوى  الدول الفقيرة ،و سكان الريف بهذه الدول على وجه الخصوص .

المناطق المهددة بالتصحر فى قارة أفريقيا

نشر بموقع القسم سنة 2001