اكتشاف  الجبريلينات Gibberellins

 

الجبريلينات مجموعة من التربينات الثنائية  diterpenoid  تَعْمَل كمنظمات لنمو النبات و هى تؤثر على عديد  من  العمليات الحيوية.  يرجع الفضل فى   اكتشافها  إلى علماء  أمراض النبات اليابانيين و ذلك أثناء دراستهم لأسباب عرض البادرت الحمقاء فى  مرض "bakanae"  الذى كان يسبب  خَسائر كبيرة فى محصول الأرز   في اليابان و تايوان  و  دول  القارة الأسيوية . في سنة  1912  نشر  بحثا فى Formosan Agricultural Review  اِقترَح فيه   أن استطالة بادرات الأرز  يرجع إلى مادة  محفزة  ناتجة من الفطر الممرض و على ذلك قام    Eiichi Kurosawa سنة   1926 باستخلاص راشح البادرات المصابة المجففة ووجد أنه يستحث استطالة بادرات الأرز و بعض المحاصيل الأخرى  و استخلص من تجربته أن الفطر الممرض له إفراز يشجع استطالة الساق و يثبط تكوين الكلوروفيل و يثبط نمو الجذور . من ناحية أخرى   كَانَ هناك جدل بين أخصائيو علم أمراض النبات حول   تسمية الفطر المسبب لمرض  bakanae  وفي 1930   استقر الأمر على تسمية الطور الناقص للفطر Fusarium moniliforme (Sheldon) وعلى تسمية الطور الكامل Gibberella fujikuroi (Saw.) Wr.   تم ذلك بواسطة H.W. Wollenweber. و   المقطعين fujikuroi (Saw ), مشتقين من أسمى اثنان من علماء أمراض المتميزين  فى اليابان هما Yosaburo Fujikuro  و Kenkichi Sawada . فى سنة 1935 أطلق Yabuta  على هذا المركب اسم جبريلين و كانت تلك هى البداية فى تداول هذا الاسم فى المراجع العلمية. و يبلغ   عدد الجبرلينات حاليا 127 مركب  . تنتج الجبرلينات بواسطة 7 أنواع من الفطريات و 5 أنواع من البكتيريا .

 

بدأالبحث على الجبريللين فى  الوِلايات المتَّحدة الأميريكية بعد الحرب العالمية الثانية بواسطة     John E. Mitchell بولاية ميريلاند فى 1950  و  الذى قام بإنتاجه بإنماء الفطر على بيئة صناعية و اختبار نشاط الراشح على نمو بادرات الفاصوليا  . بدأت محاولات إنتاج الجبريللين على نطاق واسع لاستخدامه تطبيقيا و كان فى معامل وزارة الزراعة الأميريكية بولاية إلينوى و استخدم فى ذلك عزلة من الفطر غزيرة الإنتاج ، إلا أن المحاولة بائت بالفشل . كررت محاولة الإنتاج باستخدام عزلة أخرى أمكن الحصول عليها من اليابان إلا أن تلك المحاولة أيضا بائت بالفشل . ومع تتبع أسباب تلك المشكلة وجد أنها راجعة إلى عدم احتواء بيئة إنماء الفطر على عنصر المغنيسيوم ، و بإضافة العنصر إليها أمكن الحصول على إنتاج غزير . في نفس الوقت قام فريق من  الباحثين بمعامل إحدى شركات الكيماويات  الزراعية  الشهيرة بالمملكة المتحدة بعزل جبريلين جديد أطلق عليه حمض الجبريليك . كانت الخواص الطبيعية له مختلفة عن " الجبريلين أ " اليابانى  إلا أن تلك الخواص كانت متفقة مع ما تم الحصول عليه فى الولايات المتحدة وعلى ذلك قبل الطرفان فى سنة 1954  أن يطلقا عليه حمض جبريليك  .   

 خلال الخمسينات من القرن العشرين نشر العديد من البحوث عن وجود الجبريلينات و المواد الشبيهة بالجبريلينات من النباتات الراقية . تزايدت تلك البحوث فى العقود التالية  ومع تقدم طرق التحليل أمكن التعرف على رموز تلك المواد الشبيهة بالجبريلينات البالغ عددها الآن 127 مركب . تؤثر الجبرلينات على عدبد من العمليات فى النبات  وهى   :

 1 )  استطالة الساق  و ذلك بالحث على انقسام و استطالة الخلايا  

 2 )  كسر طور  السكون  فى البذور ألي تتطلب فترة ضوئية محددة لكسر السكون

  3 ) الحث على إزهار النباتات التى تتطلب نهار طويل  

 4 ) الحث على إنتاج إنزيما الأميليز فى الحبوب النجيلية أثناء عملية الإنبات

   5 ) تأخير  شيخوخة الأوراق و  الثمار فى الموالح  

   6 )  الإثمار البكرى.

 و تستخدم المعاملة بالجبريلين تطبيقيا لبعض الأغراض السابقة .