فيروسات محمولة بالماء

Water Borne Viruses

 

 

 

 

 الفيروسات ممرضات إجبارية التطفل ، وهى تصيب الإنسان و الحيوان و النبات و الفطريات و الطحالب و البكتيريا مسببة أمراضا و أضرارا بالغة .  يبلغ إجمالي عدد الفيروسات  المعروفة حوالي 1000 فيروس ،  يسبب نصف هذا العدد تقريبا أمراض نباتية ، الكثير منها على درجة كبيرة من الأهمية و يسبب خسائر كبيرة فى الإنتاج الزراعي . حتى وقت قريب كان  المعروف عن فيروسات النبات أنها لابد أن تتواجد فى أنسجة النبات الحى و أحيانا فى بذوره و كذلك فى الكائن الناقل لها سواء كان من الحشرات أو الحيوانات أو الفطريات أو غير ذلك  . إلا أن دراسات حديثة تفيد أن عددا كبيرا من  فيروسات النبات يمكن أن تنتقل لمسافات بعيدة بواسطة الماء السطحى ، كماء الأنهار و قنوات الرى و الصرف . كما أمكن تقدير وجود بعض الفيروسات فى مياه الآبار و العيون . و  قد أمكن بواسطة وسائل العدوى الصناعية  ا ثبات أن الفيروسات المحمولة بواسطة الماء تحتفظ بقدرتها الإمراضية  . ولقد جد أن الفيروسات المحمولة بواسطة الماء  تنتمى إلى عدد محدود من العائلات و الأجناس و هى تتميز بالثبات  و بأن  لها مجال عوائلى واسع كما أن تركيز وحداتها فى نسيج النبات المصاب يكون مرتفعا خاصة فى أنسجة الجذور   . تحمى تلك الفيروسات نفسها بتجمع جزيئاتها  أو ادمصاصها على سطح المادة العضوية أو دقائق التربة ، و بذلك تحتفظ بقدرتها على العدوى . يمكن لتلك الفيروسات أن تحدث الإصابة مباشرة من خلال جذور  النبات . بالإضافة إلى الفيروسات المعرفة بالفعل فقد عزل من الماء  بعض الفيروسات التى لم تكن معروفة  و أمكن الاستلال على ذلك من خلال مقدرتها على إحداث العدوى فى مجال عوائلى معين  .

 

 

 

 

أما كيفية وصول تلك الفيروسات إلى مصادر الماء  فقد وجدت جزيئات بعض الفيروسات الثابتة فى ماء الصرف الصحى المعالج المستخدم فى الرى . تلك الفيروسات ربما كان مصدرها بدورها هو استهلاك الإنسان لخضروات و ثمار طازجة مصابة ربما تظهر أو لا تظهر عليها أعراض الإصابة بالفيروس ، ثم مرت تلك الفيروسات من خلال الجهاز الهضمى دون أن تتأثر بالعصارات الهاضمة و خرجت مع الفضلات ومن ثم انتشرت مع مياه الصرف الصحى ووصلت إلى الماء السطحى و الماء الجوفى بل إنه  هناك تقارير تفيد عزل فيروسات نباتية من ماء البحر أيضا

 

 

 

 

 هناك العديد من الأنشطة التى قد يكون لها ارتباط بمشاكل انتشار مسببات الأمراض النباتية بما فى ذلك الفيروسات ، تلك الأنشطة هى

 

 

 

 

o       استخدام ماء غير مناسب لغرض الرى مثل مياه الصرف الزراعى

 

 

 

 

o       استهلاك الإنسان لخضروات و ثمار طازجة مصابة بأمراض متسببة عن فيروسات وربما كانت مستوردة من مناطق بعيدة 

 

 

 

 

o       استخدام الحمأة شبه الصلبة أو المجففة كأسمدة عضوية

 

 

 

 

o       إلقاء الخضروات و الثمار المصابة ,الناتجة من عمليات الفرز فى بيوت التعبئة  ومخلفات الأسواق فى أكوام السماد العضوى  مما يعمل على إيجاد مصدر العدوى بها  

 

 

 

 

o       استخدام مياه الصرف الصحى و الأسمدة العضوية فى الزراعة  

 

 

 

 

وجد مؤخرا فى نظم الزراعة المائية  أن بعض الفيروسات و من أهمها فبروس موزيك الطماطم و فيروس موزيك الخيار و فيروس نيكروسس الدخان و فيروس التفاف أوراق البطاطس يمكن أن تتحرر خارج أنسجة النبات إلى محلول العناصر الغذائية الذى يتم تدويره . و قد أمكن تقدير  وجودها فى المحلول بالاختبار المناعى المرتبط بالإنزيم ، بعد تركيز أو بدون تركيز المحلول ،  كما انها أحدثت العدوى فى النباتات فى غضون عدة أسابيع من تقديرها       

 

 

 

 

 

 

 

 

أ.د. مديح محمد على