أي ما كان السبب أو الأسباب وراء سعيك نحو الدراسات العليا فإن اتجاهك إليها يضعك أمام ثلاثة أسئلة لابد من الإجابة عنها كل منها يفوق فى أهميته الاثنين الآخرين     :

o       ما هو موضوع للدراسة ؟

o       فى أى معهد علمى ستستكمل دراستك ؟

o       من هو الأستاذ الذى سيتولى الإشراف على الرسالة ؟

ربما يختلف ترتيب هذه الأسئلة تبعا لظروف معينة، فقد تبدأ باختيار المشرف ثم يشترك معك فى اختيار موضوع الدراسة و قد تحتم عليك ظروف العمل فى مؤسسة بحثية أن يفرض عليك موضوع الدراسة أو المشرف أو كلاهما. إلا أن المتبع فى غالبية المعاهد العلمية فى العالم هو أن يختار الطالب موضوع الدراسة ثم يحدد المعهد الذى سيتم فيه دراسته  ثم يقوم باختيار من سيشرف على رسالته .والآن إلى السؤال الأول :

ما هو موضوع للدراسة ؟

لابد أن تفكر فى إجابة هذا السؤال مليا ، فموضوع الدراسة الذى ستختاره سيبقى معك طويلا و ربما طوال حياتك ، و على ذلك فلا بد أن يكون مشوق بدرجة كبيرة حتى لا تفقد يوما ما حماسك للدراسة . لاختيار موضوع مناسب لدراستك عليك الآتى .

o   استرجع فى ذهنك الموضوعات التى كانت تستهويك أثناء دراستك للدرجة الجامعية الأولى و استخرج منها أهم ما يستحق الدراسة و دونه.

o   استرجع حلقات النقاش التى كلفت بها خلال الدرجة الجامعية الأولى و كذلك التى كلف بها زملائك و دون النقاط البحثية التى تستحق الدراسة .

o   استشر أساتذتك الذين درسوا لك خلال المرحلة الجامعية الأولى و زملائك الذين سبقوك إلى مرحلة الدراسات العليا عن الموضوعات التى تحتاج دراسة بحثية .

o   اقرأ ، اقرأ، اقرأ ، اقرأ باستفاضة عن كل الموضوعات المطروحة  من خلال ما سبق و كون فكرة وافية  عنها ، ثم ابدأ فى تضييق دائرة الاختيار بطريقة الاستبعاد حتى تصل إلى موضوع للدراسة أو موضوعين أحدهما أصلى و الآخر بديل انتظار لرأى من سيشرف على الرسالة . 

 ما هى معايير اختيار موضوع الدراسة ؟

o   أن يكون مثيرا لحماسك حتى تكون لك القدرة على تحمل مشاق العمل حتى يكون عملك فيه من منطلق حب الهاوى لا واجب المحترف .  

o   أن يكون هاما فى تناوله لمشكلة علمية أو تطبيقية أو كلاهما حتى تشعر بثمرة عملك .

o   ألا تتجاوز الفترة التى تستلزمها الدراسة 3 سنوات فى حالة درجة الماجستير و 4 سنوات فى حالة درجة الدكتوراة .

o   أن تكون الإمكانات البحثية اللازمة متاحة فى معهدك الذى تعمل به أو تدرس به  .

o   أن يكون من السهل استخراج ورقة علمية أو ورقتين ، صالحة أو صالحتين للنشر فى المجلات العلمية المتخصصة .

o   يفضل أن يكون موضوع الدراسة حديث و دقيق  لكى تكون صاحب اتجاه بحثى خاص بعد الانتهاء من الحصول على الدكتوراه .

فى أى معهد علمى ستستكمل دراستك ؟

ربما يكون السؤال الأول الذى يطرح عليك يوما ما عند تقدمك للحصول على وظيفة هو من أي معهد علمى حصلت على درجتك العلمية ؟ و ذلك قبل أن تسأل عن موضوع الدرجة العلمية أو أى شئ أخر . يتضمن برنامج الدراسة فى بعض المعاهد العلمية تدريس قدر مناسب كما و نوعا من المقررات الدراسية التى تعمق فكر الطالب بالإضافة إلى تدريبه على التعلم الذاتى  ، و قد لا يتضمن برنامج الدراسة مقررات دراسية أو يضمن قدرا يسيرا منها  . رغم أن تضمن برنامج الدراسة لمقررات دراسية  يتطلب جهدا إضافيا من الطالب ، إلا أنه يكون مفيدا فى بنائه علميا . ربما يكون اسم المعهد العلمى الذى منح منه شخص ما الدرجة  سبباّ فى حصوله على فرصة عمل أفضل  أو مهمة علمية ، و ربما يكون اسم معهد علمى سببا لعدم حصول آخر عليها .        

 من هو الأستاذ الذى سيتولى الإشراف على الرسالة ؟  

ربما كان أهم الاختيارات على الإطلاق هو اختيارك لمشرف رسالتك فهو الناصح الأمين الذى يتابع العمل و ينقد و يقوم و هو فى النهاية  عضو أو رئيس لجنة مناقشة رسالتك .ربما كان اسم الأستاذ الذى تحصل على الدرجة العلمية تحت إشرافه  أهم بالنسبة لمستقبلك من موضوع الرسالة أو اسم الجامعة أو المعهد الذى منحت منه الدرجة ، فحصولك على توصية منه قد تفتح لك باب وظيفة أو الحصول على منحة لما بعد الدكتوراه أو على تمويل لمشروع بحثى و ستبقى طوال حياتك تفخر بأنك تلميذ فلان .                                                                 

قبل اختيارك لمشرف رسالتك استرجع فى ذاكرتك أساتذتك فى مرحلة ما قبل النمح و تناقش مع زملائك ممن سبقوك إلى مرحلة الدراسات العليا حول مشرفيهم  للتوصل إلى مشرف للرسالة يتوفر فيه مايلى  :

o       أن يكون المشرف من الشهود لهم بحسن السمعة و بالكفاءة فى مجال تخصصه الذى  .

o       أن يكون موضوع رسالتك يقع ضمن مجال اهتماماته .

o       أن يكون متابعا  لما يجرى من بحوث فى مجال تخصصه  محليا و عالميا .

o       أن يكون متابعا لخطوات تلميذه بصفة دائمة  طوال مراحل الدراسة ، يتابع ، يشجع ، ينقد ، يصحح مسار  .

o       أن يبادر بتقديم أية معاونة تقنية أو  مشورة علمية لتلميذه .

o       أن يفسح لتلميذه مجالا ليعمل من تلقاء نفسه و لا يكون مجرد منفذ لخطوات بحث مرسومة .

o       أن يفسح لتلميذه مجالا للحصول على معلومة من متخصص فى مجال متعلق بالدراسة أو أن يتدرب على تقنية أو يكتسب مهارة من أساتذة آخرين .

o       أن يكون له قدرة على إيجاد مصادر تمويل للبحث .

o       ألا تتجاوز  فترة  حصول تلاميذه  على الدرجة الحدود المعقولة ( أقل من 5 سنوات )