مناهج التفكير
العلمى |
البحث
العلمى
واحد من أوجه النشاط المعقدة التى يمارسها العلماء باستقصاء منهجى
فى سبيل زيادة مجموع المعرفة العلمية . ويطلق على العلم المعنى بطرائق وأساليب البحث
فى العلوم الكونية للوصول الى
الحقيقة العلمية أو البرهنة عليها اسم ( علم مناهج
البحث (Methodology التفكير
الاستنباطى
تميز العلم
فى
العصور القديمة باستخراج النتائج من مقدماتها و ذلك باستخلاص قوانين و نظريات من
مشاهدات ، و هو ما يعرف التفكير الاستنباطى
. يتميز بناء التفكير
الاستنباطى بالآتى : أولا تعريف الفكرة أو الظاهرة المطروحة تعريفا
دقيقا ، و يحق للعالم استخدام ما يشاء من مدلولات الألفاظ
على أن يلتزم بذلك طوال البحث ( مثل تعريف النقطة و الخط و الزاوية ....
فى علم الهندسة ) . كما يجوز له
استخدام ألفاظ دون تعريفها باعتبارها بداية لبناء
علمى . ثانيا افتراض طائفة من الفروض .
فروض - يضعها العالم – مطلوب التسليم بها ، و
يجب أن يكون كل فرض مستقلا أى لا يبنى على الآخر ، و
ألايكون هناك فرضين متناقضين . ثالثا استنباط النظرية من
المسلمات .
و يتوقف صدق النظرية على صدق الفروض، فالنظرية صادقة بشرط صدق
الفروض . وقد كان
لهذا الأسلوب الاستقرائىدور فى تقدم علوم الرياضيات و الفلك و المنطق. التفكير الاستقرائى
ويقصد به منهج استخراج النظرية العلمية أو القانون العلمى عن طريق جزئيات
تؤيدها استنادا الى
الملاحظة والتجربة
. كان أرسطو هو أول من وضع أساس الأسلوب
الاستقرائى ،
ثم أسهم فى تطويره علماء العرب فى
أواخر القرن الثامن و أوائل القرن
التاسع الميلادى
،و أبرزهم جابر بن حيان و الحسن بن
الهيثم ، وتلاهم علماء أوربا
فى القرنين السادس عشر و السابع عشر ومن أبرزهم
جاليليو و فرانسيس بيكن و ديكارت . يتلخص
فى الأتى §
إقامة البحث
العلمى على المشاهدة و التجربة . §
جمع و تبويب المشاهدات و
النتائج التجريبية . §
ربط الحقائق
فى نسق تصبح معه قانونا أو نظرية . §
استنباط الحقائق من النتائج و بحث
سلامتها . المنهج
العلمى عند جابر بن حيان أوجز جابر بن حيان المنهج
العلمى التجريبى فى العبارة التالية : ” لقد عملته
بيدى ، و بعقلى من قبل , وبحثت عنه حتى صح ، و اختبرته فما كذب"
و على ذلك فإن المنهج
الاستقرائى التجريبى عند بن حيان
يتضمن تفكير بالعقل ثم عمل باليد ثم تفكير مرة أخرى
فى
النتائج المتحصل عليها و التدليل على صدق النظرية . المنهج
التجريبى الاستقرائى
عند الحسن بن الهيثم أما
عن الحسن بن الهيثم فإنه يصف
ملامح المنهج التجريبى الاستقرائى الذى
اتبعه فى بحث ظاهرة الابصار بقوله:"...
رأينا
أن نصرف الاهتمام الى هذا المعنى بغاية
الإمكان ونخلص العناية به ونوقع الجد فى
البحث عن حقيقته ونستأنف النظر فى مباديه
ومقدماته ونبتدىء بالاستقراء الموجودات
وتصفح أحوال المبصرات وتمييز حواص الجزئيات
ونلتقط باستقراء ما يخص البصر فى حال
الإبصار وما هو مطرد لا يتغير وظاهر لا يشتبه
من كيفية الإحساس ... ثم نترقى فى البحث
والمقاييس على التدريج والترتيب مع انتقاد
المقدمات والتحفظ من الغلط فى النتائج ونجعل
غرضنا فى جميع ما نستقرئه ونتصفحه استعمال
العدل لا اتباع الهوى ونتحرى فى سائر ما
نميزه وننتقده طلب الحق لا الميل مع الاراء
... فلعلنا ننتهى بهذا الطريق الى الحق الذى
به يثلج الصدر ونصل بالتدرج والتلطف الى
الغاية التى عندها يقع اليقين ونظفر مع
النقد والتحفظ بالحقيقة التى يزول معها
الخلاف وتنحسم بها مواد الشبهات ... وما نحن
من جميع ذلك براء مما هو فى طبيعة الانسان من
كدر البشرية ولكننا نجتهد بقدر مالنا من
القوة الانسانية ومن الله نستمد العون فى
جميع الامور". أهم ما أسهم به
جاليليو فى منهج التفكير العلمى ·
ضرورة استبعاد إحساس
الشخص . ·
إمكانية تدرج
الظاهرة ، بعد أن كانت ظاهرة الأضداد هى
السائدة . ·
الاهتمام بالظواهر غير
المطردة فى الطبيعة . ·
تحليل الظاهرة لعناصرها البسيطة
لإمكان قياسها . المنهج
الاستقرائى عند فرانسيس بيكون أسهم بيكون بتبوب الظاهرة
فى ثلاث قوائم وهى: v قائمة
السبب ( ارتباط حدوث الظاهرة بسبب ما ) v قائمة
النفى ( عدم حدوث نفس الظاهرة بغياب نفس
العامل ) v قائمة
التفاوت ( تتفاوت درجات الظهور بالنقص أو الزيادة
بتغير درجات العامل ) بناء على ذلك فإن خطوات المنهج
العلمى التجريبى تكون على النحو التالى : 1-
الملاحظة يقوم الباحث
برصد الظاهرة و انتقائها وفقا لمجال اهتمامه ، وأن
يعزلها عما سواها من ظواهر متشابة ، وقد تكون ظاهرة
ما تعنى شيئا لعالم فى مجال تخصص محدد و تعنى شيئا
أخر تخصص مختلف مثال ذلك فإن العثور على عشبة برية
جديدة يعنى بها عالم النبات من الناحية التقسيمية
بينما يعنى بها عالم فى الصيدلة من ناحية إمكانية
الاستفادة منها فى التداوى
. كان تسجيل
الملاحظة فيما مضى يعتمد على حواس الشخص ، و مع التطور
العلمى و التقنى و ظهور
أجهزة الرصد و القياس أصبح تسجيل الظاهرة بدرجة كبيرة من الدقة اعتمادا على تلك
الأجهزة . 2-
مرحلة التجريب و فيها يتم
دراسة العامل المفترض تأثيره على الظاهرة فى ظروف يتم
التحكم فيها ،مع تدرج نلك العامل و استبعاد أى مؤثرات خارجية أو عوامل أخرى يمكن أن تتداخل مع العامل
المؤثر على الظاهرة تحت الدراسة . تعتبر نتائج التجارب
مرحلى
أولية من البحث و لا تكفى تجربة واحدة للخروج بقانون
فهى
قد تفسر عنصر محدد من ظاهرة مركبة. وبذلك فهى تشكل
لبنة فى بناء نظرية . 3- مرحلة الاستنتاج
العقلى يتم ربط
الجزئيات المختلفة التى نتجت عن مجموع
التجارب التى تجرى على الجزئيات
الأخرى لنفس الظاهرة بواسطة نفس الباحث أو باحثين عديدين
فى
أماكن مختلفة ومن تنشأ النظرية العلمية إذا اتسقت استنتاجات تلك التجارب و كانت
تغطى جميع جوانب الظاهرة . |
مراجع فؤاد زكريا ، 1978 . التفكير العلمى ( الطبعة
الثالثة ) سلسلة
كتب ثقافية رقم 3 . المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
بدولة الكويت . كارل ر . بوبر ترجمة محمد البغدادي ،2003 . منطق
البحث العلمي ، ترجمة
:يمني طريف الخولي . سلسلة كتب ثقافية رقم 292 . المجلس الوطني
للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت . |
|